ماهو الفرق بين نسختي بروتوكول الانترنت IPv4 وIPv6؟
قبل أن نغوص في الفرق بينهما، دعونا نعرف أولا ماهو بروتوكول الإنترنت المعروف بالآي بي (IP)، هذا الأخير هو المعيار الذي يحدد شكل الحزم ونظام العناوين للاتصال عبر الشبكة، سواء الإنترنت أو أي شبكة محلية وهو يعمل في طبقة الشبكة من نموذج OSI.
للتبسيط لغير المتخصصين، فإن بروتوكول الإنترنت IP يشبه النظام البريدي، حيث يقوم المستخدم المرسل (IP Source) بوضع رسالته أو طرده في (Packet) النظام البريدي (علبة البريد) وهو ما يقابله الإنترنت أو الشبكة المحلية في الشبكات حاملة عنوان الوجهة (IP destination)، إذن نستنتج أن بروتوكول الإنترنت يحتوي على عناوين وهي المعروفة بعناوين الآي بي IP Addresses، ولهذا البروتوكول نسختين هما IPv4 و IPv6 أو ما يعرف بنسخة الجيل القادم، فماهو الفرق بينهما؟
IPv4: هو النسخة الرابعة من بروتوكول الإنترنت والتي تستخدم لتعريف الأجهزة على الشبكة عبر نظام عناوين Addressing system، وهو يستخدم في أنظمة الشبكات التي تقوم على تحويل الرزم Packet-Switching، راجع معيار RFC 791، بروتوكول الإنترنت النسخة الرابعة هو الأكثر استعمال استعمالاً حاليا في شبكة الإنترنت.
عنوان IPv4 هو عنوان يتكون من 32 بت أي 8 بايت أي سلسلة من 32 رقم صفر وواحد، وهو يمثل على شكل سلسلة أعداد عشرية مثلا: 192.168.0.1، وبما أنه يتكون من 32 بت فإن مجموع العناوين الممكنة هو 2^32 = 4294967296، أي أكثر من 4 ملايير عنوان بقليل، مع الأخذ أن أي جهاز متصل بالإنترنت سواء كان حاسوبا، خادم (Server)، جهاز لوحي، هاتف أو غيره يحتاج عنوانا مميزا من هذه العناوين.
مع تطور وانتشار شبكة الإنترنت بدأت هذه العناوين بالنفاذ، ورغم وجود عدد من الحلول للاقتصاد في العناوين مثل NAT و VLSM، فإن الحاجة لعناوين جديدة أصبحت أكثر إلحاحا ومن هنا أتت فكرة بروتكول الإنترنت الإصدار السادس IPv6!
IPv6: هو النسخة القادمة من بروتكول الإنترنت التي تم تعييرها من قبل منظمة قوة مهام الإنترنت، المميزة الأساسية في الإصدار السادس هو عدد العناوين IPv6 التي يوفرها والتي تفوق النسخة السابقة بملايين الأضعاف! تدعى هذه النسخة من البروتوكول بنسخة الجيل القادم IPng أي IP next generation، من أهم مميزاتها:
= لا حاجة لتحويل العناوين عبر تقنية NAT.
= خيارات أفضل لجودة الخدمة QoS عبر Flow labeling الموجودة في الإصدار السادس.
= أفضل من ناحية الحماية.
عنوان IPv6 هو عنوان يتكون من 128 بت أي 16 بايت أي سلسلة من 128 رقم صفر وواحد، وهو على عكس الإصدار السابق لا يمثل بسلسلة عشرية بل بسلسة من أعداد في النظام السادس عشر Hexadecimal. مثال على عنوان من الإصدار السادس: 3ffe:1900:4545:3:200:f8ff:fe21:67cf، عدد العناوين الممكنة في الإصدار السادس هو 2^128 وهو عدد كبير جدا يساوي 3,402823669×10³⁸!
التوافق بين IPv4 و IPv6: التحول من برتوكول الإنترنت IPv4 إلى برتوكول IPv6 فجأة أمر غير ممكن وذلك بسبب الحجم الكبير لشبكة الإنترنت IPv4. بالإضافة إلى أن الكثير من المنظمات صارت أكثر اعتماد على الإنترنت في عملها اليومي وهي بهذه الصفة لا تتحمل التغيير الفوري لنظام بروتوكول الانترت ونتيجة لذلك لن يكون هنالك وقت محدد يتم فيه إيقاف بروتوكول IPv4 وإحلال برتوكول IPv6 محله وذلك لأن البروتوكولين يمكن أن يتعايشا مع بعض من غير أي مشاكل. عبر تقنيات خاصة مثل الأنفاق Tunnels يمكن للحواسيب التي تعمل بالإصدار الرابع أن تتواصل مع الحواسيب التي تعمل بالإصدار السادس.
هذا المستوى من التناسق بين IPv4 وبروتوكول IPv6 يمكن أن يجعل المستخدمين يعتقدون بأن التحول إلى بروتوكول IPv6 غير ضروري (خصوصا في دولنا العربية حيث تعمل أغلب شركات الإنترنت على الإصدار الرابع) ولكن عدم التحول إلى بروتوكول IPv6 سيحد من التطور لأنه سيحرم المستخدمين نهائيا من استخدام التطبيقات الجديدة.