احتمالية اختراق أنظمة الطائرة المصرية إلكترونيا
فيما لا يزال الغموض يكتنف أسباب تحطم الطائرة المصرية “إيرباص 320″ في البحر الأبيض المتوسط، وتتواصل جهود البحث عن صندوقي المعلومات الخاصين بالطائرة (الصندوقين الأسودين)، يتوقع خبراء طيران العديد من الفرضيات والسيناريوهات التي يمكن أن تكون سببًا لتحطم الطائرة إلى أن تُصدر نتائج التحقيقات النهائية، ومن التوقعات المطروحة للبحث احتمالية اختراق أنظمة الطائرة إلكترونيًا والتسبب في سقوطها، “عين اليوم” سألت مختصين عن إمكانية تحقق هذه الفرضية.
الطيار بالخطوط السعودية أحمد محمد “مصري الجنسية” قال: من المستبعد أن تكون هناك قنبلة وضعت بالطائرة، ولكن يرجح أن تكون هناك أجهزة استخباراتية لدولة تمتلك إمكانيات تكنولوجية عالية ولها عداء مع مصر اخترقت الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالطائرة وقطعت اتصالها عن أجهزة الرادار.
من جانبه، أكد المهندس ياسر الرحيلي المتخصص في أمن المعلومات والمهتم بالتقنية، لـ”عين اليوم” أن اختراق أنظمة الطائرات ممكن تقنيًا وغير مستبعد في ظل استيراد التنقية كصناديق سوداء واستخدامها لأغراض متعددة، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من البحوث التي تثبت إمكانية اختراق أنظمة الطائرة بما فيها أنظمة التحكم.
وتابع: العام الماضي نشر أحد الباحثين الأمنيين في أمريكا تغريدات زعم فيها اختراق نظام الطائرة التي كان يستقلها وحركها عن مسارها، وفورًا قبضت عليه الـFBI بعد هذا الادعاء وحُقق معه بشكل مفصل ومن ثم أُمر بعدم التحدث عن الموضوع، ومُنع من الصعود على رحلات شركة يونايتد للطيران.
وأضاف الرحيلي: أغلب البحوث التي تتحدث عن إمكانية الاختراق تحدثت عن الاختراق من خلال الاتصال بنظام الترفيه في مقصورة الركاب أو من خلال توجيه الطائرة بأنظمة الأقمار الصناعية والـGPS.
* وقت الاختراق
وعن مراحل اختراق نظام الطائرات والوقت المستغرق؛ قال المهندس المعتمد من مايكروسوفت في الشبكات وأمن المعلومات والمحقق الجنائي في جرائم الكمبيوتر محمود سليمان لـ”عين اليوم” إن مراحل اختراق نظام الطائرة هي نفسها مراحل اختراق أي نظام (Reconnaissance. Scanning. Gaining Access. Maintaining Access. and Covering Tracks)، مشيرًا إلى أن عمليات الاختراق تطول أو تقصر على حسب حالة النظام المستهدف وحجم الثغرات الأمنية فيه.
* تواجد المخترق في الطائرة
وأوضح المهندس محمود سليمان أن الحوادث المعروفة والمثبتة تقنيًا حتى الآن أُجريت من داخل الطائرة عبر شبكة الترفيه الموجودة داخلها أو من خلال جهاز خاص بالمسافر أو من خلال الشاشة الموجودة أمامه، وبالتالي اختراق نظام الطائرة يستلزم على المخترق “الانتحاري” أن يكون على متنها، ويعرض حياته للخطر مثل باقي الركاب.
في حين ذكر الرحيلي أن الاختراق عبر الأقمار الصناعية لخدمة الـGPS نجح بشكل فعلي في إعادة توجيه السفن وهو لا يحتاج أن يكون المخترق على متن السفينة، وبشكل نظري يمكن أن يُطبق على الطائرات أيضًا لكن بحكم المسافات يتوجب على المخترق أن يكون في الطائرة.